قال لقمان لإبنه وهو يعظه: يا بني إزحم العلماء بركبتيك، ولا تجادلم فيمقتوك، وخد من الدنيا بلاغك، وأنفق فضول كسبك لآخرتك، ولا ترفض الدنيا كل الرفض فتكون عيالا، وعلى أعناق الرجال كلا، وصم يوما يكر شهوتك، ولا تصم يوما يضر بصلواتك، فإن الصلاة أفضل من الصوم، وكلأب لليتيم، وكالزوج للأرملة، ولا تحاب القريب، ولا تجالس السفيه، ولا تخالط ذا الوجهين البتة.
وقال سعيد بن أبي عروبة: لن يكون لي نصف وجه ونصف لسان، على ما فيهما من قبح المظنر وعجز المخبر، أحب إلي أن أكون ذا وجهين وذا لسانين وذا قولين مختلفين. وقال أيوب السختياني: النمال ذو الوجهين، أحسن الإستماع وخالف في الإبداع.
قال أبو الحسن: قال عبدالله بن الحسن لإبنه محمد حين أراد الإستخفاء: أي بني! إني مؤد إليك حق الله في حسن تأديبك، فأد إلي حق الله في حسن الإستماع. أي بني! كف الأذا، وارفض البذاء، واستغن عن الكلام بطول الفكر في المواطن التي تدعوك نفسك فيها إلى القول، فإن للقول ساعات يضر فيا خطؤه، ولا ينفع صوابه. إحذر مشورة الجاهل وإن كان ناصحا، كما تحذر مشورة العاقل إذا كان غاشيا، فإنهما يوشكان أن يوورطاك بمشورتهما فيسبق إليك مكر العاقل وتوريط الجاهل.
وكان يقال: من لانت كلمته وجبت محبته، ومن طال صمته إجتلب من الهبة ما ينفعه، ومن الوحشة ما يضره.
وصايا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق