وصايا الطفيليين

قال رجل لبنان الطفيلي: أوصني!

فقال: لا تصادفن من الطعام فترفع يدك عنه وتقول: لعلي أصاف ما هو أطيب منه، فان هذا عجز ووهن.

قال: زدني!

قال: اذا وجدت خبزا فيه قلة فكا الحروف، فان كان كبيرا فكل الأوساط.

قال: زدني!

قال: ادا وجدت الطعام، فاجعله زادك الى الله، وادا دعاك صديق لك فقعد في يمنة البيت، فانك ترى كل من تحب، وتسودهم في كل شيء، وتسبقعم الى كل خير، وأنت من أول يغسل يديه، والمنديل جاف والماء كثير، والخوان بين يديك يوضع، والنبيذ أول قنينة، ورأسها تشربه، والبقل منتخب يوضع بين يديك، وتكون أول من يتبخر، وان أدرت أن تقوم لحاجة تحتج أن تتخطاهم، وأنت في كل سرور الى أن تنصرف.
وقال آخر: اذا قعدت الى مائدة وكان موضعك ضيقا، فقل للدي بجانبك: لعلي ضيقت عليك، فانه يتأخر في الخلف، ويقول: سبحان الله، لا والله يا أخي! مضعي واسع، فيتسع عليك موضع رجل.
وقال آخر لأصحابه: ادا دخلتم وليمة فلا تلتفتوا يمينل ولا شمالا، وانظزوا في وجه أهل المرأة، وأهل الرجل، حتى يقدر هؤلاء أنكم من هؤلاء، وكلموا البواب برفقٍ فان الرفق يمنٍ والخرق شؤم، وعليكم مع البواب بكلام بين كلامين: الادلال والنصيحة.
وقال ابن دراج الطفيلي لأصحابه: لا يهولنكم غلق الأبواب، ولا شدة الحجاب، ولا عنف البواب، وتحدير العقاب، ومبارزة الألقاب، فان دالك صائر بكم الى محمود النوال، ومغن لكم عن دل السؤال، واحتملوا الوكزة الموهنة، واللطمة المزمنة، في جنب الظفر بالبغية، والدرك للأمنية، والزموا الخفة للواردين والصادرين، والتملق للملهين والمطربين، والبشاشة للخم والموكلين، فادا وصلتم لمرادكم فكلوا محتكرين، وادخروا لغدكم مجتهدين، فانكم أحق بالطعام ممن دعي اليه، وأولى ممن صنع له، فكونوا لوقته حافظين، وفي طلبه تمسكين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق