هو وهب بن سليمان بن وهب بن سعيد صاحب بريد الحضرة، أفلتت منه ضرطة في مجلس الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان، وهو غاص بأهله، فطار خبرها في الآفاق، ووقع في ألسن الشعراء، وصارت مثلا في الشهرة حتى قالوا: أشهر من ضرطة وهب، وأفضح من ضرطة وهب، وعمل أحمد بن أبي طاهر كتابا في ذكرها والاعتذار عنها، بعد كلام كثير قيل فيها كقول ابن الرومي:
ما لقينا من ظرف ضرطة وهب **** تركت أهل دهرنا شعراء
هي عندي كجود فضل بن يحيى **** غير أن ليس تنعش الفقراء
وقال آخر:
يا وهب ذا الضرطة لا تبتئس **** فان للاستاء أنفاسا
واضرط لنا أخرى بلا كلفة **** كأنما مزقت قرطاسا
وقال آخر
يا أهل وهب حدثوني عنكم **** لم ترون العدل والاقصاطا
ما بال ضرطتكم يحل رباطها **** عفوا ودرهمكم يشد رباطا
صروا ضراطكم المبذر صركم **** عند السؤال الفلس والقرطاسا
أو فسمحوا بذوالكم وضراطكم **** هيهات لستم للنوال نشاطا
لو جدتم بهما معا لوجدتم **** فرشا لكم عند الرجال بساطا
لكنكم أفرطتم في واحد **** وهو الضراط فعدلوا الافراطا
وقال أحمد بن يحيى البلاذري
ليت طبول العيد تحكي لنا **** ضرطة وهب بن سليمان
فانها كانت تروع العدا **** ما بين مصر وخرسان
يا ضرطة لو أنها شرقت **** أودت بصنعا وسجستان
وقال آخر
ان وهب بن سليمان **** بن وهب بن سعيد
حمل الضرطة للري **** على ظهر البريد
أسته ينطق يوم **** الحفل بالقول الرشيد
لم يجد في القول فاحتاج **** الى ذبر مجيد
0 التعليقات:
إرسال تعليق